الأربعاء، 27 أغسطس 2008

مقتطفات من كتاب

السلوك الإنساني

الحقيقة والخيال

بقلم د:فخري الدباغ

صدر عن مجلة العربي((كتاب العربي))

الفصل الأول :بين الحس والسلوك

الحس العام هو اصطلاح غربي معاصر عرفه الجميع منذ غابر الأزمان بكلمات واصطلاحات أخرى تدل على استخدام العقل والفطنة في حل المشاكل وتيسر أمور الحياة ويعني أيضا(( الحكمة في إدارة الأمور)) ويعني كذالك(الأسلوب المنطقي المعقول في استجابة الإنسان لحوافز الحياة ومؤشراتها)

_______________________________________________________

الحس العام غير عام

قد يبدو أن كل إنسان يمتلك حس عام (( حمكة في إدارة الأمور)) إلا أن التجارب والوقائع تؤكد للمتتبع أنه نادر الوجود أو ندرة اللجوء إليه وشاهدنا على صحة هذا الحكم ما نلمسه من مصاعب تنجم من جراء انتفاء الحس العام كالروتين وتزمته فالإداري الممتاز والقاضي الناجح هو الذي يمتلك من المرونة وسعة العقل ما يجعله يطبق القوانين والأنظمة لا بحرفيتها بل بمدلولها و روحيتها بغايتها دون المساس بقوتها وحرمتها وتأثيرها

____________________________________________

الحس العام والذكاء

إن وجود الذكاء ليس شرطا لوجود الحس العام لأن الذكاء أحيانا يفتقر إلي الحكمة والذكاء أنواع ذكاء عام و

ذكاء خاص والذكاء العام:// هو المجموع والمحصلة للقابلية العقلية الفطرية للإنسان (عملية ولغوية )أما الذكاء الخاص فيدخل معه الذكاء الخاص ://فيدخل معه الذكاء العام ويزيد عليه بميزة الاختصاص والتفوق فيه مثل الرياضيات أو الموسيقى الخ ....

وما يراد تأكيده إننا قد نجد شخص ذكي أو عبقري في الفيزياء وذكائه العام فوق المتوسط ومع ذلك فأنه لا ينجح في حياته الأسرية أو في حل مشاكله الوقتية أو أموره الاجتماعية أي تعوزه تلك الحكمة والخبرة الحيوية العملية ..........

إذن ليس الحس العام ذكاء صرف بل هي قابلية تفهم الأمور المحيطة والتعرف على الحلول المناسبة

وليس ثقافة

لا يعتمد الحس العام((الحكمة في إدارة الأمور)) على التعليم في المدارس والجامعة لأن حكماء البشر المشهورين كانت مدرستهم هي الحياة وكانت كتبهم وأقلامهم هي دقة ملاحظاتهم ورهافة أحاسيسهم

الحس العام قد يستند إلى الثقافة ولكنه ليس الثقافة فقط وليس شهادة البكالوريوس او الدكتورة لأنها شهادات في حقل معين من علوم الحياة وليست شهادات خبرة في الحياة وفطنة في مجابهة الصعاب. تتبع